قصة يونس عليه السلام من القرآن الكريم
دعوة قومه وتكبرهم
ذكر الله -تعالى- في القُرآن الكريم عدداً من قصص الأنبياء، ومنهم يونس -عليه السلام-؛ حيثُ أرسله الله -تعالى- إلى نينوى من أرض الموصل الذين كانوا يعبدون الأصنام، فدعاهم إلى توحيد الله -تعالى-، وترك عبادة ما دونه، وحذرهم من العذاب إن تركوا دعوته، فما كان منهم إلا أن تكبروا ورفضوا الإيمان؛ فتركهم نبيهم، وجاءهم العذاب في صبيحة اليوم التالي، فرجعوا بعدها إلى الله -تعالى- وآمنوا جميعهم.
هجرُه لهم وركوبه السفينة
وذكر الله -تعالى- ذلك بقوله: (فَلَولا كانَت قَريَةٌ آمَنَت فَنَفَعَها إيمانُها إِلّا قَومَ يونُسَ لَمّا آمَنوا كَشَفنا عَنهُم عَذابَ الخِزيِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَمَتَّعناهُم إِلى حينٍ)، فلما تركهم يونس -عليه السلام- توجه إلى البحر وركب السفينة، فخاضت بهم السفينة في وسط البحر، وتقلبت بهم الأمواج. هنا اقترحوا لتخفيف حمولة السفينة الاقتراع فيما بينهم لرمي واحداً منهم في البحر؛ فخرج سهم يونس -عليه السلام- في أول مرة فأعادوها، وبقي يتكرر سهمه حتى رموه في البحر.
التقام الحوت
وبعد أن رموه في البحر التقمه الحوت، ولكن معدته لم تهضمه بأمر الله -تعالى-، فأخذ ينادي في ظُلمات البحر، والحوت بالتوحيد ومناجاة الله -تعالى-، فأنجاه الله -تعالى- من بطن الحوت، قال -تعالى- في وصف ذلك: (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ).
قذفه الحوت في العراء
وأنبت الله -تعالى- له شجرة من اليقطين، قال -تعالى- عن وصف قصة يونس في القُرآن بقوله: (فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ* لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ* فَنَبَذْنَاهُ بِالْعَرَاءِ وَهُوَ سَقِيمٌ* وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ* وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ* فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ).
الدُروس والعبر من قصة يونس عليه السلام
توجد العديد من الدُروس والعبر المُستفادة من قصة يونس -عليه السلام-، ومنها ما يأتي:
-
الصبر والتحمُّل
يجب على الداعية إلى الله -تعالى- أن يتحلى بالصبر والتحمُّل؛ لما يواجههُ من صدّ الناس عنه وعن دعوته، وكذلك عند مناقشة الآراء معهم، والدعوة لله بكافة الوسائل الممكنة، وعدم الضجر فيما يواجههُ في سبيل الدعوة.
-
الإخلاص في العبادة
الداعية يقوم بتحويل وجهة العباد ونياتهم إلى الله -تعالى-، وأن يكون هو في مقدمة المُتوجهين؛ ليكون قدوةً لهم بقوله وعمله، فقد بيّن الله -تعالى- أن السبب في إنقاذ يونس -عليه السلام- من بطن الحوت هو إخلاص نيته وعبادته لربه.
قصة يونس عليه السلام من القرآن الكريم
إقرأ أيضاً :
قصة من اروع القصص
أكثر من 150 قصة قصيرة للقراءة والاستماع